Les actualités les plus importantes et les plus récentes du monde en français

الدكتور خليل حمدان: إعادة الإعمار واجب وطني وحق لأهلنا الصامدين

أقامت بلدة صير الغربية– قضاء النبطية احتفالا تأبينيا بمناسبة مرور ثلاثة أيام على “وفاة فقيدها الكبير القائد المجاهد حسن محمود ضيا، أحد مجاهدي “حركة أمل”، الذي وافته المنية بعد مسيرة حافلة بالعطاء والصبر والجهاد”، في حضور النائب هاني قبيسي، وقيادات حركية وكشفية، وعدد من علماء الدين والفعاليات التربوية والاجتماعية ووفود من البلدات المجاورة، إلى جانب حشود من أبناء البلدة الذين حضروا لتكريم الراحل واستذكار مسيرته النضالية.

استهل اللقاء بآيات من القرآن الكريم تلاها المقرئ أحمد معتوق، ثم قدم الاحتفال حيدر معتوق، الذي استعرض تاريخ بلدة صير الغربية ومسيرتها الجهادية، مستذكرا تضحيات شبابها في مواجهة الاحتلال الصهيوني، ومعاهدا على الاستمرار في درب الشهداء والمجاهدين.

وألقى كلمة “حركة أمل” عضو هيئة الرئاسة في الحركة الدكتور خليل حمدان، الذي استهل كلمته بتقديم التعازي باسم الرئيس نبيه بري وقيادة الحركة وكشافة الرسالة الإسلامية إلى ذوي الفقيد المجاهد الراحل حسن محمود ضيا، وإلى آل بكري الكرام، مؤكدا أن “الفقيد كان قدوة ومثالا في الصبر والعطاء والالتزام، وواحدا من الذين حفروا على صخرة أعمارهم آيات النصر والتضحية”.

حمدان

وقال حمدان: “نحن اليوم نعيش ذكرى أليمة، ذكرى عاشوراء، حيث رحلة الآلام والصبر والثبات والجهاد في سبيل الله، وهي الذكرى التي يحييها الملايين من الناس على امتداد العالم. وحركة أمل تؤكد التزامها هذا المسار الحسيني الذي ينتمي إليه الشهداء في مسيرة الإمام المغيّب القائد السيد موسى الصدر، الذي قال: شباب أمل وشهداء أمل هم الفوج المعاصر للإمام الحسين”.

وأضاف: “نواكب اليوم مسيرة العطاء والتضحية، مسيرة الألم والأمل، في هذه البلدة المجاهدة التي شهدت المجزرة التي ارتكبها العدو الصهيوني وقدّمت كوكبة من الشهداء الأبرار الذين واجهوا العدو. واليوم نودع الأخ حسن ضيا، القدوة والمثال لجيله، الذي كان نموذجا في الانتماء الصادق لحركة أمل ومسيرتها الرسالية”.

وتطرق حمدان إلى الاعتداءات الصهيونية المستمرة على الجنوب اللبناني، قائلا: “نحن نعيش يوميا نتائج الاعتداءات الصهيونية، حيث قضى في هذا الأسبوع الشهيد هيثم بكري وولداه عبدالله ومحمد، في استهداف من مسيرة صهيونية، فيما تلتزم لجنة الإشراف على تطبيق القرار 1701 الصمت المطبق، وقد تجاوزت الخروقات 3800 خرق، وسقط 198 شهيدا، وأضعافهم من الجرحى. فأين تحرك هذه اللجنة التي تضم دولا قادرة على لجم العدوان؟ وهل مهمتها محصورة بعد الخروقات؟”.

وتساءل: “أين هو الحراك الدبلوماسي للدفاع عن المواطنين الذين تستهدفهم آلة الموت الصهيونية؟ وهل نكتفي بالاستنكار الشكلي؟ هناك للأسف من يروج في لبنان لعدم الإعمار ويصوم عن الكلام حتى في التحرك الدبلوماسي، بل يتناغم مع السردية الصهيونية – الأميركية التي تصوب على المقاومة، في حين ان السبب الحقيقي هو صمود الناس وتمسكهم بأرضهم، لا سياسات العدو الإجرامية. فهل المطلوب أن نعاقب أهل كفركلا على صمودهم، وأهل ميس الجبل على ثباتهم، وسكان الحافة الأمامية على تمسكهم بأرضهم؟”.

وأكد أن “الدعوات المشبوهة لعدم الإعمار تمثل إذعانا للمخططات الصهيونية”، مشددا على أن “إعادة الإعمار واجب على الدولة وحق لأهلنا الصامدين، قائلا: “ان من يفرط بدعم صمود الناس والسعي لإعادة بناء ما تهدم، إنما يفرط بالسيادة الوطنية إلى حد التواطؤ مع الأعداء”.

كما شدد حمدان على “أهمية الوحدة الوطنية وصون لبنان بالدفاع عن أرضه وإنسانه”، مضيفا: “نؤكد على النهج الذي بدأه الإمام المغيب السيد موسى الصدر، واستمر عليه الرئيس بري، الذي بات باعتراف جميع الشرفاء صمام أمان لحفظ لبنان وشعبه وجيشه ومقاومته. لقد أثبتت الأيام صوابية خياراته رغم كل الحملات التي تستهدف الوحدة الوطنية ورمزها الأخ نبيه بري”.

واختتم الاحتفال بمجلس عزاء حسيني ألقاه الشيخ علي هزيمة، في أجواء من الخشوع والتأثر، حيث تلا الحاضرون الفاتحة عن روح الفقيد ضيا وجميع الشهداء الأبرار.