اعتبر مفتي محافظة بعلبك الهرمل بكر الرفاعي، أن “الأحداث الأخيرة في لبنان تقدِّم صورة دقيقة عن حجم التحدّيات، حيث يواجه الجيش جبهات متشابكة دفاعًا عن السيادة، وتظهر قيادة الجيش حرصًا على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، رغم تعقيدات الميدان ونقص العدّة والعتاد”.
أضاف خلال خطبة الجمعة: “تبرز تعقيدات العلاقة مع الجانب الأميركي الذي تحوّل تدريجيًا من داعم للمؤسسة العسكرية إلى طرف ضاغط يطلب قبول التفسيرات الإسرائيلية للاتفاق، ما يمسّ جوهر السيادة اللبنانية”.
واستنكر “الكمينَ الغادر الذي تعرّض له الجيش اللبناني يوم الثلاثاء 2025/11/18، وأسفر عن استشهاد وإصابة عددٍ من العسكريين أثناء أداء واجبهم الوطني، ونؤكد تضامننا مع المؤسسة العسكرية، ونشدّد على ضرورة ملاحقة الفاعلين والمحرّضين، وإنزال العقوبات الرادعة بحقهم حفاظًا على السلم الأهلي، ونتقدّم من ذوي الشهداء بأحرّ التعازي، راجين للجرحى الشفاء العاجل”.
وأشار إلى أن “بعلبك تشهد حالة تضامن واضحة، حيث أغلقت المدارس والأسواق حدادًا على شهداء الجيش، في رسالة محبة ووفاء، تتكامل مع دعوات عقلائها لرفع الغطاء عن كل مجرم ومعتدٍ”.
ولفت إلى أن”المجرم لا دين له ولا مذهب ولا عائلة، وأن حماية المدينة لا تكون بالشعارات بل بالمواقف الحاسمة التي تضع حدًّا للفساد والجريمة وتحصّن أهلها وناسها”.
وقال: “جاءت مبادرة فخامة الرئيس جوزاف عون بالوقوف دقيقة صمت في مجلس الوزراء تكريمًا لشهيدي الجيش بلال البرادعي وعلي حيدر وللوزير الراحل زاهر الخطيب، وهي لفتة تعبّر عن احترام الدولة لتضحيات رجالها”، معبِّرًا عن “تقديره لهذه المبادرة”، ومؤكدًا أنّ “الجيش في وجدان قائده، وبعلبك في قلب الوطن، وأن الوفاء للشهداء هو وفاء للمؤسسات ولنهج الدولة العادلة”.
وأردف: “يرحل شهداء عين الحلوة الفتية كأقمارٍ تعانق الجنة، فتلتقي أرواحهم مع قوافل الشهداء من حمزة وجعفر إلى القسام والياسين، وقد اختارهم الله من أمة “كتب الله لأغلبن أنا ورسلي”.
ختم : “يبقى الشهداء، وفي فلسطين وفي كل أرض، هم نبراس هذه الأمة، يُلهمونها الثبات، ويذكّرونها بأن مسيرة العز لا تُصنع إلا بالتضحيات الصادقة والإرادة التي لا تنكسر”.





































