افتتحت في العاصمة المصرية القاهرة أعمال المؤتمر العلمي الدولي بعنوان: “التقاطع بين العلوم الإنسانية والتكنولوجيا – آفاق التعليم باستخدام الذكاء الاصطناعي”، بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين من مختلف الدول العربية، وحضور شخصيات تربوية وفكرية بارزة.
استهلت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، الذي نظمه المركز الديمقراطي العربي في لبنان وبرلين حضوريا ومن بعد، بالنشيد الوطني اللبناني، تلاه تقديم رسمي من الدكتورة فاديا حسين، التي ألقت كلمة ترحيبية مؤثرة خاطبت فيها المشاركين من “المحيط إلى الخليج”، مؤكدة أن “التلاقي بين الفكر الإنساني والتقني هو السبيل لبناء تعليم عادل ومستدام”.
مخزوم
ثم كلمة رئيسة المؤتمر ومديرة المركز في لبنان، الدكتورة فيولا مخزوم، التي أكدت في كلمتها “أهمية ربط الذكاء الاصطناعي بالقيم الإنسانية والتربوية”، مشيرة إلى أن “التكنولوجيا وسيلة لخدمة الإنسان، وليست غاية بحد ذاتها”. وأكدت أن “العلاقة بين العقل الآلي والعقل الإنساني هي علاقة تكامل لا صراع”، مشددة على “ضرورة صياغة سياسات تعليمية متوازنة تستفيد من الذكاء الاصطناعي دون التفريط في البعد الإنساني”.
رمال
من جهته، ألقى رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر ورئيس القسم الإداري في مختبر الأبحاث التربوية في كلية العلوم التربوية في جامعة القديس يوسف في بيروت البروفسور محمد رمال، كلمة تناول فيها تاريخ العلاقة بين العلوم الإنسانية والتطبيقية، معتبرا أن المؤتمر يشكل “بداية جادة لمعالجة هذا التباعد التاريخي عبر دراسات ومقاربات جديدة”. كما أشاد بجهود الباحثين المشاركين في تعزيز هذا الحوار العلمي العابر للتخصصات.
ونقلت كلمة مسجلة باسم مؤسس المركز الديمقراطي العربي في ألمانيا، الدكتور عمار الشرعان، الذي أعرب عن اعتزازه بانعقاد هذا الحدث العلمي، وأكد في كلمته أن “المركز منذ تأسيسه يسعى إلى ربط البحث العلمي بتحولات العصر، وعلى رأسها العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا”، معربا عن أمله في أن “يساهم المؤتمر في بناء شراكات معرفية مستدامة”.
أشرف على المؤتمر الدكتور أحمد جاسم، وكانت سلسلة من الجلسات العلمية الغنية التي ناقشت موضوعات شملت: تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التعليم، إشكاليات الهوية واللغة، تحولات القيم الشبابية، وتأثير الوسائط الرقمية على النصوص والمعرفة.
اختتم المؤتمر بجلسة ختامية شكر فيها المنظمون المشاركين، وأعلنت خلالها التوصيات الرسمية التي شددت على دمج الذكاء الاصطناعي في المناهج بطريقة تراعي الثقافة والهوية، تدريب الكوادر التربوية على أدوات الذكاء الاصطناعي، إنشاء مرصد عربي–دولي لمتابعة تأثير التكنولوجيا على القيم والتعليم، ضمان العدالة الرقمية للفئات المهمشة وتشجيع البحث العلمي المشترك بين العلوم الإنسانية والتقنية.
أكد المنظمون أن هذه التوصيات لن تبقى حبرا على ورق، بل ستتابع عبر مبادرات وأبحاث ومؤتمرات لاحقة، في إطار مشروع استراتيجي لبناء مستقبل تعليمي عربي متكامل يستثمر التقنية ويصون الإنسان.
